النشرة البريدية من جريدة الطبيب
سجل بريدك هنا ليصلك جديد الأخبار من جريدة الطبيب
حالة خاصة بقلم ..عفاف الغريب
2010-12-20 10:36:32

 كل شيء يبدأ كبير ثم يصغر فقط بحكم الاعتياد.. والتأقلم والصبر والرضا ..وأحيانا نصاب بحالة من "الاستغراب" والتعجب من قدرة بعض البشر على تحمل المصائب.. ولا نجد مبرر سوى "الصبر من عند الله" ولد الطفل مصاباً بمرض نادر يؤثر سلبيا على
قدرته على الحركة ، ولم تقصر الأم أو تدخر وسعا لإسعافه وعلاجه وكانت أقصى النجاحات قد أوصلته إلى القدرة على التماسك والوقوف لدقائق والمشي لخطوات..         وظل بداخلها آمل في الله وفى تطور العلم وتأقلمت مع حالة الطفل وتم ترتيب الحياة لتلائم احتياجات الصغير، وكبر الصغير واخذ يقارن حالته وأحوال أقرانه وخاصة بعد ان التحق بالمدرسة وكانت الإجابة المعتادة انه في الغد ستتحسن وان الوضع مؤقت "الأم تكذب وقلبها يدمى والصغير يصدق وينتظر وينتظر.. ورغم تعاطف الجميع معه ورقتهم في التعامل مع حالته لكن الأمر لا يخلوا من بعض الهفوات العفوية لكنها وان كانت تبدو بسيطة لكنها "قاتلة" أقامت المدرسة حفلا يتضمن عرضا راقصا لمختلف بلاد العالم وحرصا من المدرسة على عدم تجاهل هذا الطفل ضمن الرقصات كان دورة ان يحمل سيفا وهو جالس ويلوح به وقتما يستطيع الوقوف.. وبالفعل بدأ العرض واندمج الصغار مع أنغام الموسيقى وشارك الصغير وكانت والدته ووالدة ضمن الحضور لا يتوقفا عن تشجيعه وعلى ما يبدو انه وقف فترة أطول من المسموح له بها وسقط على الأرض " وما أقسى الصغار" بكل جهل وعدم تقدير "مبررة صغر السن" انخرط الأطفال فى الضحك على سقوطه وطريقة سقوطه ..وسادت لحظات صمت فى المكان وتركزت العيون على الأم والأب .. الأم لم تتمالك نفسها وبكت وأبكت الجميع والأب وقف صامتا وقد شل تفكيره تماما ولم يحسن التصرف.. حتى أسرعت إحدى الأمهات وتعاملت مع الموقف بكل بساطة وبدون تعقيدات وكأنه حدث وشيء عادى يحدث مع كل الأطفال   وغيرت من مجرى الأحداث بكل ذكاء وحملت الصغير وشاركته الرقص والغناء وحملت أيضا ابنها وكأنها تؤكد أن الموضوع"عادى" واستمر الحفل.. والاحتفال.. كثيرا ما نكون فعلا على درجة عالية جدا من الحساسية ونضخم ونعقد المواقف وهو ما يضاعف الإحساس بالمأساة وهناك من يتعامل مع المحنه على أنها منحة ويقبلها ويتقبلها رغم قسوتها ويعيش الحياة بحلوها ومرها وفى"الحلوة والمرة" يجد متعة في أن الله اختاره   وخصه بالمحن والصبر عليها ومنها شعر بجمال نعمته..
أضف تعليق
: الإســـــــــــــــــــم
: عنــــوان التعليق
: البريد الالكترونى
: التعليــــــــــــــــق
الأكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الطبيب الألكترونية 2012
تصميم وبرمجة مؤسسة الطبيب للصحافة والنشر