النشرة البريدية من جريدة الطبيب
سجل بريدك هنا ليصلك جديد الأخبار من جريدة الطبيب
بعيدًا عن الطب.. دكتورة سلوى أبو عرب تكتب: امرأة العقاد على مقصلة البوح
الاثنين 26 ذو القعدة 1437 هـ - الاثنين 29 أغسطس 2016 م      06:40:27 AM

حساسيته المفرطة وعبقريته الفريدة هما مفاتيح إعتقاده ـ ولأنه إعتـــاد أن يمد يديه إلي قرص الشمس فيقطف ما يشاء من ثمار الوهج يعلقها علي صدره، فيغلبه إنتشــاء ويُحرّقه ألم فلا يسعه إلا أن ينقل صرخاته في وجه القلم ليعشق من يعشقون و يكره من يكرهون بفضل (العقـــاد) بينما وحده من أرتشف نبع النشوة التي لم يدفع هو إلا ثمنا بخسا من روحه فيها و دفعت عنه المرأة ما منعه كبرياءه أن يذكره ـ وما منعها عشقها أن تذكره ــ إنها امــــرأة العقاد تلك التي عشقت (الوهم). 
 
قـــرأت كتاب (ســــــاره) للعقاد لكنني كنت أقرأ العقاد بين السطور... لا أعلم لماذا يصر الرجل علي وضع المرأة تحت المجهر الضوئي بينما يخدع نفسه بدور القديس الباحث عن الحقيقة، و لماذا !!!؟؟
هل هو قصور في الرضا عن النفس أم غرور ليس له مبرر؟؟!! و متي كانت الرجولة تقتضي هذا الإذلال لذات المرأة.. إنه يهاجمها حتي و هو يشبهها ـ بالطعم ـ الضعيف الذي يستدرج السمكة فتهلك و تهلكه معها .. إنه يحملها لعنة التصيد ولا يحمل نفسه هوان الضعف و الإنهيار.
 
قدر حتمي أعتاد أن يلقيه أي رجل ـ عظــــيم ـ علي كاهل إمرأة قدرت عظمته فأي رجولة و من هو الضحية الحقيقية ؟ أنني لا ألوم الرجل العقاد و لكنني ألوم إمرأة تعشق حتي العبـــــادة..
 
في شخصية ـ ساره ـ ما لا أستطيع أن أغتفره كامرأة ولا أقيم رأيي في العقاد علي أساس نظرته ـ لســاره ـ بالذات ..بالعكس إنه يحاول أن يكون (جنتلمــــان) علي غير العـــادة الأمر الذي قد يدينه إذا ما بادر بالهجوم من خلالها..و لكنه حين يكتب عن المرأة بتحليل كما في كتاب(تلك الشجرة) أو كتاب ( المرأة في القرآن) فإنه يتحرر من خجل المشاركة في التناقض النفسي للشخصية فيرفع سيفه في إرتياح و ثقة.
 
و في كل الأحوال فإن العقــاد في رأيي الشخصي لا يجـــوز أن يحلل شخصية المـــرأة من خلال علاقتها به شخصيـــا لأنـــع رجــل ـ إستثنائي ـ شــــديد التميز و شـــــديد الســــــحر.
 
تكمن عبقرية العقاد في قدرته علي التوغل داخل أبعاد ربما نتحاشي جميعا الإقتراب منها و نتجاهل الولوج فيها .. فإنه و لا شك رحالة متميز في مخابيء النفوس و دهاليز العقول و إنه إلي ذلك محيط بكل الحيل و المراوغات التي يتبعها كل منا ليفر من حقيقته عبر سراديب الذات و التي يقبض علي منافذها بيد من حديد.. و يمتلك إلي ذلك مقدرة عجيبة علي التبصر و الردع و المواجهة العنيفة للنفس و تعرية الذات.
 
رأيته ـ العقـــاد ـ هذا الكائن الجبار في قوته.. في قدرته علي التحكم في عقله و ضبط نفسه و الإنفصال عن نقطة الضعف الكامنة بداخله في الوقت الذي يريد..فهو وقتما يشـــاء ( ســـــــيدا ) لنفسه و هو أيضــا ( عبدا ) لها و لكن ـ بسيادتــــه ـ حين يستسلم لضعفه بكامل وعيه و إدراكه و إرادته ...
و أقع في لـــب الحيرة مع شخصيــــــة تجمع كل هذه المتناقضات المذهلة المثيرة.
 
قــرأت العـــقاد وهجــــا يسرقني بين الســــطور..عقلا يستفزني بجبروتة و صلابته ....و قلبـــــــا يســتنزفني برقته و عذوبتـــــــــه ...فبرغم كل تلك العقلانيه.. و هذا الفكر الفلسفي العميق..إلا أنني لــــــم أعــــرف ( عاشــــــــقا ) مثل العقاد !! إنه ـ حين يحب ـ يفهم تفاصيل المـــرأة.. يصبح عطــــرا منســــابا بين دمائها .. يصبح رحيقا في أنفاسها .. إنه ـ يحيــــاها ـ فأي رجــــل هـــو؟؟ و أيما أمـــرأة قد عشقت هذا الجبروت المتناقض المستحيل فأحتواها بذراعي عــــاشق تذيقانها الجنه و النار في كأس ظالم محمــــوم !!!.
 
الــــرجل العميــــــق...شخصــــية تأسـر المرأة .. تشل تفكيرها..تبهرها.. و قد تحاول الهروب و لكن تظل عيناها تتبعان ذلك الغموض و تستكسفان هذا الســر البعيد ..فأي الرجلين كنت يا سيدي..هذا الشهريار الظالـــم أم كنت محض عاشـــــــــق كســــــير ...!!؟؟.
 
يفســـــر البعض هجوم العقاد الحـــاد علي المرأة بأنه واقع تحت تأثيرعذاباته الشخصيه مع المرأة و أن كل هذا التحامل الغريب المتركز علي إظهار دونيتها و ضعفها لم يكن سوى رد فعل لجرح عميق سببته إمرأة عشقها بكل عنفوانه حتي الثماله و تسبب هذا الحب في جرح غائر لكبريائه.
 
وأيـــا كانت الأسباب التي أدت إلي ذلك فإن لنا عودة في نظرته لضعف المرأة و دهائها و احتيالها للوصول إلي أهدافها.. و أتعجب من مثل هذا المنطق .. فكيف يعيب الرجل علي المرأة ما قد أودع فيها بالفطرة ليعينها علي طبيعة الحياة التي خلقت من أجلها و أتساءل.. هل كان العقاد سيعشق المرأة كل هذا العشق إن لم تكن بهذا الضعف الأنثوي الخلاب و هذا الإحتياج الظاميء إليه ؟؟.
 
إن ضعف المرأة هو مكمن قوتها و هو ما يراه كثير من المفكرين أساس جاذبيتها و أنوثتها ... و برغم كل إنتقاداته للمرأة إلا أنه فعلا عشقها مثلما لم يعشقها رجل و أحبها بكل تلك التفاصيل و العيـــــوب التي يحملها عليها و شقي بها شقـــــاء المعــــــذِب الذي ضجر من التعذيب بينما احتملته هذه النفس التي خضعت و عشـــقت و صبرت ... من أجل ( قلب العقــاد ). 
أضف تعليق
: الإســـــــــــــــــــم
: عنــــوان التعليق
: البريد الالكترونى
: التعليــــــــــــــــق
عدد التعليقات : 2
التعليقات
1 - جميله
2016-08-29 12:10:57
جميل ياسلوى هيامك انت بالعقاد☺☺
جيهان سليم
2 - النقد الادبى
2016-08-29 04:51:31
من المعروف ان العقاد واجهه فشل كبير مع المرأه التى اخبها فى اول حياته و كتاباته تعبر بوضوع عن مدى صعوبة و عمق هذا الجرح و عن حبه و احتياجه و كرهه لها فى نفس الوقت ورغم صعوبة ادراك هذه المشاعر فإن نقد د.سلوى و تعليقها الادبى على هذا الكتاب كان فى حد ذاته عمل ادبيا رائعا .. كلمات معيره توضح حب الكاتبه الواضح لكتابات العقاد و ايضا غيرتها على انوثتها من مشاعر العقاد السلبيه تجاه المرأه كانت تعبيرات المقال جميله و رشيقه و عميقة العاطفه و فيها مجاراة ورد على هذا التناقد فى كتابات العقاد . و هو امر ليس بغريب على د.سلوى فكل كتاباتها تنضح بالجمال و العاطفه و تصل بسهوله للقلب و العقل ... بالتوفيق دائما
Manar Gawdt
الأكثر قراءة
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
إعلانات مبوبة
الإيجارات
الوظائف
السيارات
عقار

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الطبيب الألكترونية 2012
تصميم وبرمجة مؤسسة الطبيب للصحافة والنشر