النشرة البريدية من جريدة الطبيب
سجل بريدك هنا ليصلك جديد الأخبار من جريدة الطبيب
ومن الألوان ما قتل!! بقلم بروفيسور محمد السقا عيد
الجمعة 13 جمادى الثانية 1439 هـ - الجمعة 2 مارس 2018 م      07:52:53 PM

اختلفت الآراء حول المواد الملونة والتي تدرج أكثر فأكثر في الصناعات الغذائية ، فاللون أكثر ما يلفت الانتباه ويضفي في ذهن المستهلك نكهة وهمية ، فهل يمكنك تخيل مثلجات شفافة بلا لون ؟ إذا لا بد أن تثير هذه الألوان شهيتنا كما قد يفعل كوب غني بكرات من البوظة الحمراء والصفراء والبرتقالية .

ما هي حقيقة هذه الملونات ؟
الملونات مواد مضافة وبدون فائدة غذائية تضاف للأطعمة المحضرة من أجل إعطاء المنتج أو الصنف لونا خاصا به دون اللجوء لعمليات الغش وخداع المستهلك عبر إيهامه مثلا بأن الصنف يحتوي على الطماطم في حين لا يحتوي إلا على لونها الأحمر مثلا !
الأمر الجدير بالذكر أنه قبل السماح باستعمال أو تسويق هذه المواد على الصعيد الوطني والعالمي يجب أن تطابق بعض الشروط الصارمة كأن تخضع لاختبارات السمية على المدى البعيد والقصير، أو إذا كانت المواد المذكورة تسبب السرطانات أو مشاكل تناسلية بالتالييتم تحديد الجرعة أو الكمية ( غير الآمنة ) وتقسيمها على 100 جرعة على الأقل للحصول على الجرعة اليومية السليمة لدى الإنسان ( ملغ / كغ من الوزن في اليوم الواحد ) .

 

حقائق مسلم بها:
 - حقيقة محتمة أننا نتخطى هذه النسب المحدودة باستهلاكنا منتجات مختلفة تحتوي على مادة أو أكثر من المواد الكيماوية المضافة.  

- الأطفال هم الشريحة المهمة في الأمر حيث تشدهم الألوان والنكهات الموجودة في أصناف الحلوى والسكاكر والمشروبات، فهذه الملونات تسبب مشاكل عديدة أهمها الحساسية سواء جلدية أو تنفسية.

- من المستحيل الاستغناء عن المواد الحافظة خاصة باللحوم الباردة والمعلبة لأنها ضرورية لمنع تكاثر البكتيريا في المنتج مع أنها الأكثر خطورة بين فئات المواد الكيماوية المضافة ومنها ما يسبب السرطان.

المواد الكيميائية في الأغذية

قام العديد من الأفراد مؤخرا بتناقل وتعميم رسائل حول المواد الخطيرة و السامةالتي تكاد تكون موجودة بجميع الأغذية والأطعمة الجاهزة التي نتناولها يوميا، وقد تمذكر المــواد الحافظة بالأخص ودورها في المساهمة بالإصابة بالسـرطانات و إضعافالجـهاز المناعي و الاختلال النفسي والعصـبي.

وتكمن المشكلة في أن أغلب الأفراد لايعرفون الحقيقة علماً بأن معرفة طبيعة وحجم مشكلات المواد الكيميائية في الأغذية هيمعرفة ناقصة على الصعيد العالمي، كما أن المعطيات (البيانات) المتعلقة بالترصُّدوالمراقبة والتلوُّث الغذائي الكامن هي معطيات متناثرة.

ولا يَخْفَى أن ضمانالسلامة الغذائية هو أحد الالتزامات الأساسية لأي سلطة مختصة بمراقبة الأغذية،ولاسيَّما في ضوء متطلبات اتفاق منظمة التجارة العالمية حول التدابير الصحية العامةوالتدابير الخاصة بصحة النبات والغذاء.

ومن الشائع أن أصابع الاتهام تشير إلىهذه المواد الكيميائية والتي تدخل ضمن غذائنا اليومي. فكيف يمكن للجهات المختصة أنتسمح بتناول مواد قد تشكل خطرا على صحة المستهلك؟

كيف تستطيع الشركات حل هذه المشكلة؟

الشيء الأهم الذي تستطيع الشركات أن تفعله هو الابتعاد عن استخدام الملونات الغذائية الصناعية المسببة للسرطان و التحول إلى استخدام ملونات الغذاء الطبيعية وهي متعددة.

علما ً أنه لا يترتب على ذلك أية زيادة في التكاليف  نتيجة استخدام الملونات الطبيعية لأنه يمكن إنتاج هذه المواد بشكل رخيص في الكثير من الدول.و فيما يلي بعض أنواع الفواكه و الماد الغذائية التي يمكن أن تستخدم لإنتاج الملونات الغذائية:

· العنب الأزرق و البنفسجي.

·العنبية ( نوع من التوت) بألوانه الأزرق و البنفسجي.

· التوت البري ( كرانبري) لون أحمر و برتقالي.

·التوت: لون أحمر

·  الهندباء البرية : لون أصفر

· البابونج : لون أصفر

·الزعفران : لون أصفر

·  الكلوريلا: لون أخضر

·سبيرولينا: لون أخضر

هذا مجرد عدد قليل من مئات الأصباغ الطبيعية التي يمكن استخدامها في الصناعات الغذائية بدلا ً من الأصباغ المصنوعة من مواد بتروكيماوية مسببة للسرطان في هذه الصناعات و التي يتم استخدامها.ويبقى الأفضل دائما الغذاء الصحي الطبيعي المكون من اللحوم الطازجة والخضار والفواكه والعصائر الطبيعية بدلا من المعلبة ، فهل يجب أن يكون شراب الورد بلون ( وردي أو زهري زاهي ) أو أحمر أو لربما الزبدة باللون الأصفر الشديد لضمان اللذة والمذاق والجودة في الصنع كما نعتقد ، ليس بالضرورة أبدا .

د. محمد السقا عيد
استشاري طب  وجراحة العيون - عضو الجمعية الرمدية المصرية

أضف تعليق
: الإســـــــــــــــــــم
: عنــــوان التعليق
: البريد الالكترونى
: التعليــــــــــــــــق
الأكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الطبيب الألكترونية 2012
تصميم وبرمجة مؤسسة الطبيب للصحافة والنشر