النشرة البريدية من جريدة الطبيب
سجل بريدك هنا ليصلك جديد الأخبار من جريدة الطبيب
العالم المصري د.شرقاوي في حواره مع "الطبيب": أكثر من 90 % ممن بترت أقدامهم كان يمكن علاجهم
2009-11-23 07:43:46

أبوظبي - عبدالرحمن بدوي: أكد العالم المصري أ.د محمد ابراهيم شرقاوى أستاذ جراحة الأوعيه الدموية و علاج إصابات القدم السكرى كلية الطب جامعة القاهرة،في حواره مع رئيس تحرير "الطبيب" أن داء السكري يعتبر بمثابة الوباء الأكثر شيوعا الذي يجتاح العالم حيث أن كل دقيقة يتعرض شخصان على الأقل لبتر طرف من أطرافه السفلى.
  شخصان كل دقيقة يتعرضان للبتر   ويقدر ضحاياالسكري حاليا بحوالى 8 - 11 % من سكان العالم   ومن المقدر أن 15% تقريبا من جميع مرضى الداء السكري سيصابون بقرحة قدم خلال حياتهم وكل دقيقة يتعرض شخصان على الأقل في جهة ما من العالم لبتر طرف من أطرافه السفلى بسبب هذا الداء اللعين حيث تشير الإحصاءات العالمية إلى أن 120 مريضا يتعرضون   كل ساعة لعملية بتر، وأن 70% من حالات بتر الأرجل تحدث نتيجة للإصابة بداء السكري.  القسطرة الحديثة  بديلاً لبتر القدم وأوضح أن القسطرة الحديثة نجحت في أن تكون بديلاً لبتر القدم السكري .. جريدة "الطبيب"التقت الدكتور شرقاوي خلال زيارته مؤخراً لأبوظبي للمشاركة في المؤتمر الدولي لتسممات الحمل وأجرت معه حوار موسعا حول أسلوبه الجديد في حماية مريض السكري من بتر القدم.   *من وجهة نظرك ماهو السبب الرئيسئ لمشاكل القدم؟ **إن السبب الرئيسي لمشاكل القدم، هو اعتلال أعصاب قدم مريض السكري مما يؤدي إلى فقدان الإحساس فيهما وعدم الشعور بألم عند تعرضهما لأي خدش أو جرح فتحدث التقرحات    ويزيد من المشكلة أن قدما مريض السكري تتعرضان لضعف التغذية بالدم نتيجة ضيق أو انسداد الشرايين المغذية للقدمين كما إن ضعف المناعة لدى مريض السكري يشكل سبباً آخر يؤدي إلى حدوث الالتهابات المتكررة والتقرحات المزمنة التي يصعب التئامها كما تؤدى الطرق   المتبعة في علاج التقرحات إلى استحالة التئامها نتيجة عدم دراية المعالجين بخطورة ما يفعلونه وهو ما سنعرفه من خلال هذا الحوار ،فينتهي الأمر بمريض السكري بقبول قرار بتر ساقه وهو من الكارهين . والحقيقة أن أكثر من 90% ممن بتروا ساقهم كان يمكنهم تجنب البتر والتئام قرح أقدامهم .   تخصص غير موجود في بلادنا العربية   *من المفروض أن يعالج القدم السكري؟   **في بلادنا أي   طبيب (باطني – عظام - جلديه – جراح - الخ) يعالج القدم السكري في أمريكا لا يعالج القدم السكري   إلا طافم طبى متخصص فى علاج أمراض القدم وهو تخصص غير موجود في البلاد العربية ... وغالبا ما يقوم الجراح بهذه المهمة على اعتبار ما سيكون من بتر للقدم في حالات كثيرة   *وكيف يعالج الجراح القدم السكري؟ **يهتم الجراح بتطهير قرحة القدم وذلك بوضع غيار على القرحة مرة يوميا وهدا الغيار يتكون من مطهر للجرح   وهذا هو الخطأ الفادح الذي يقع فيه الأطباء دون أن يدروا وهذا هو السر في أن القدم السكري يستعصى على العلاج . فبهذه الطريقة لا ولن تلتئم قرحة القدم السكري ومن يتبع هذا الأسلوب فانه يضر بقدم المريض أيما ضرر حيث ستنتشر القرحة أكثر فأكثر وسيموت عدد كبير من الخلايا مما سيؤدى إلى تفاقم القرحة واستحالة التئامها وتعفنها مما يهدد بحدوث تسمم للمريض ومن ثم يكون القرار الشؤم هو بتر القدم أو القدم وجزء من الساق لإنقاذ حياة المريض من التسمم ،هذا هو السيناريو الكئيب والكابوس المخيف الذي يتعرض له مريض القدم السكري والمؤكد أنه من الممكن جدا تجنب هذا السيناريو وشفاء القرحة والتئامها ،وهذا ما أحاول توضيحه للأطباء المعالجين للقدم السكري خصوصا وقد شاركت في دورات وندوات بأمريكا عن العناية بالقدم السكري . ويوضح العالم المصري الدكتور شرقاوي أن القدم هى من الاعضاء الهامة فى جسم الانسان بالنسبة لحمل ثقلة   ( وزنه ) ولتمكينة من الحركة والحياة ،و بها عدد كبير من العظيمات التى تتواصل بعضها ببعض خلال مفاصل ذات قدرات خاصة وبارعه ذات قدرة على الحركات والاوضاع المختلفة – لتتمكن من حمل الانسان ولتعينه على الحركة حتى على اكثر الطرق وعورة . مدها الله سبحانه وتعالى بنوعيات مختلفة من الجلد ، كل حسب طبيعة عملة ووظيفته –فمنه السميك القوى حتى يتحمل وزن الانسان والاحتكاك الحرارى والدينا ميكى بينه وبين الارض وايضا حتى يتحمل ما يقابلة الانسان من إجسام غريبة أثناء السير على ارض غير مستوية واخر جلد رقيق ناعم متحرك قليلا على ظهر القدم . أيضا حباها الله بنظام وريدى خاص للقدم والساقين – حتى لا يرتد الدم لاسفل اثناء الوقوف أو الجلوس – لان هذا النظام مدعم بصمامات تمنع ارتجاع الدم فى الوريد لاسفل مره أخرى وتدعه يسير لاعلى لإكمال الدورة الدمويه– وللمساعدة فى هذا جعل الاوردة الكبيرة العميقة مكانها بين العضلات – حتى تنعصر عند المشى فتزيد تدفق الدم العائد للقلب وعليه تساعد على الدورة الدموية السليمة عند الحركة . أما الجهاز العصبى للقدم ويتمثل فى الاعصاب الطرفية منها الجلد للأحساس واخر لتحريك العضلات واخيرا لتغيير نسبة تدفق الدم بين الجد والعضلات فى اوقات الاسترخاء والعمل . والدورة الدموية الشريانية التى تمد الساق والقدم بالدم الكافى لها لتمكينها من العمل والحياه – وذلك خلال شريان فخذى واحد ويصل للساق فيصبح ثلاثة شرايين – ليكون شبكة كاملة خلال القدم لتغذيتها منهم جميعاً سويا فإذا اختل تدفق الدم من احدهم تعاون الاخران فى تعويض هذا النقص خلال الشبكة المشتركة بالقدم وذلك لاهمية قيمة القدم وحيويتها . من أهم الامراض التى تؤثر على كل الوظائف وحيوية القدم هو مرض، لا نسمية البول السكرى فقط، ولكن هو مرض الاهمال فى ضبط نسبة السكر بالدم لمريض البول السكرى.   ان ارتفاع نسبة السكر فى الدم تؤثر على قدرة الكلى فى احتجاز بعض المواد الهامة والمفيدة لجسم الانسان نتيجة هذا يحدث التهاب فى الاعصاب الطرفية ومنها بالقدمين ويؤدى هذا الى فقدان الاحساس فى بعض مناطق القدم – مع الشعور بالتنميل والشكشكة فى البعض الآخر – وفى أوقات اخرى يشعر المريض وكانه يمشى على دبابيس وأحيانا اخرى على عجينة او كاوتشوك طرى وعند فقدان الانسان القدرة على الاحساس السليم بالقدم عندها لا يستطيع ان يحمى نفسة من اى ضرر يواجهة من هذه الناحية فمثلا اذا وطات قدمة دبوسا او مسماراً او ارضاً ساخنة جداً فلن يشعر بها ولن يرفع قدمة كرد فعل عادى لا إرادى – ولكن سوف يستمر فى ايذاء قدمة حتى يخبرة احد او يرى جرحا او دماء تنزف من قدمة ، وتكون هذه بداية سلسلة المشاكل بسبب : * وجود ضعف في أعصاب الأطراف؛ وهناك ثلاثة   أنواع   للأعصاب في الجسم، وهي: الحسية، والحركية، والاستقلالية؛ وجميعها تتأثر بالسكري . وتمكننا الأعصاب الحسية من الشعور بالألم عند الإصابة بجروح أو التهابات أو حروق، أو الشعور باللمس أو الضغط . عندما تتأثر هذه الأعصاب بزيادة نسبة السكر بالدم، ويتعرض المصاب لجرح - ولو كان طفيفًا - فإن هذا الجرح سيؤدي إلى التهاب لايشعر المريض به، ويؤدي إهماله إلى حصول مضاعفات كبيرة؛ لذا فإن فقدان الإحساس باللمس أو الضغط قد يؤدي إلى تقرحات بسبب حذاء ضيق، ومن ثم حدوث مضاعفات .   * يؤدي ضعف العضلات الحركية في القدم إلى ضمور العضلات، ومن ثم تغيُّر شكل القدم، وهذا التغيُّر يقود إلى انتقال مناطق الضغط - بسبب الوزن - من مناطق مهيئة للتحمُّل   إلى مناطق جديدة، ويتسبب في حدوث تقرحات .   * ايضا لجفاف الجلد أثر كبير في زيادة مضاعفات القدم السكري، فالأعصاب الاستقلالية تتحكم في درجة التعرق بالجلد، وعند تأثرها تصبح القدم جافة، وهذا بدوره يؤدي إلى تشققات في الجلد مما يؤدي إلى التهابات . كما أن الارتفاع المستمر لنسبة السكر فى الدم تؤدى الى أمراض خطيرة لشرايين الجسم كله من ضيق او انسداد – وعليه فان كل عضو يقل كمية الدم المتدفقة له تقل حيويتة وتقل قدرته على عملة، فبالنسبة للقدم فإن ارتفاع نسبة السكر فى الدم تساعد وبسرعة على تصلب الشرايين الرئيسيه بالفخد و الساق و القدم . وكل هذا يؤدى الى الاقلال من قدرة الساق و القدم على الحركة فتكون هناك الام فى الساقين (سمانة الرجل ) والقدمين مع الحركه – ثم اذا حدث جرح فى القدم – فان التئام هذا الجرح سيكون ببطء شديد او مستحيلاً حسب كمية تدفق الدم للقدم لتصبح قروحا مزمنة او غرغرينا بالقدم .   التدخين والسكري   وأحب أن أنوه هنا الى الخطورة الشديدة فى التدخين خصوصاً لمريض السكر حيث تتضاعف نسبة الخطورة فيه – بطرق عديدة – لتعمل على منع وصول الدم لكل أعضاء الجسم وعليه تداعى كل وظائف الجسم وحتى الدم الذى يصل يكون اقل كفاءة منه فى غير المدخن.   أما العظام فيصيبها الوهن او الهشاشة – لهروب الكالسيوم منها لتصبح سهلة الكسر والاصابه بالالتهابات المتكررة وعدم قدرتها على حمل ما كان مفترض عليها حملة وتحدث الجروح والتقرحات المزمنة . ايضا فقدان عمل منظومة المفاصل الجميلة فى القدم وعدم قدرتها على الحركة المطلوبة منها يؤدى الى تيبس القدم واعوجاجها – وعدم قدرة العضلات الضعيفة بها( نتيجة ضمورها من التهاب الاعصاب الطرفية الحركيه وقصور الدورة الدموية بها) على قيادة القدم والبدن – فتنخلع المفصلات وتصبح القدم بل الساق والرجل بلا قدرة ولا فائدة . هذا بخلاف تأثير نسبة السكر العالية بالدم على الكليتين و الكبد والشبكية بالعين وغيرها .   *كيف نحمي أنفسنا من هذه المشاكل ؟ **فعلينا اولا بالاهتمام الشديد بضبط بنسبة السكرفى الدم وعند وجود اى شكوى من تنميل او احساس غير طبيعى بالقدم او الساق – او آلام   بها – ان تتقدم للطبيب المتخصص حتى يطمئننا على تدفق كمية الدم بدرجة كافية . وارجو ان لا تتأخر لدرجات اخرى من تأثير المرض تكون هناك معها تقلصات فى العضلات بسمانه الرجل عند المشى او الالم حتى فى وضع الجلوس . او ان هناك تغييراً فى لون احد الاصابع او وجود جرح مزمن . ثانيا استشارة الطبيب المتخصص لتقييم حالة الساق و القدم لمريض السكر لوصف العلاج المناسب لكل حاله لاصلاح التهاب الأعصاب الطرفيه و مقاومة تصلب الشرايين و اعادة تدفق الدم بصوره كافيه.. ولقد توصل العلم الحديث لتقنيات حديثه و رائعه من الأجهزه القادره على تقييم الدوره الدمويه للأرجل فى كل مليمتر مربع منها، بل وتوقع ما قد يصاب منها من قصور فى الدوره الدمويه نتيجة الفحص الدقيق لحالة الشرايين بالفخد و الساق و القدم . ثالثا:ايضا توصل العلم بعد الأبحاث العالميه المتعدده الى اكتشاف عقار يستطيع أن يوقف بشكل مؤثر و فعال و ايجابى علميا زيادة تصلب الشرايين، ليس هدا فقط و لكن ثبت بشكل قاطع أن هذا العقار استطاع أن يقلل كثيراً من نسبة ضيق الشرايين خلال عشرون شهرا من العلاج المتواصل . رابعا: انصح كل مريض سكر بأن يفحص قدمة مرتين على الاقل يومياً للتأكد من سلامتها وعدم وجود جرح أو التهاب بها . ودائماً يتأكد من وصول الدم   بدرجة كافية لها .   أضلاع الموت *إلى أي مدى نلحظ التطور العلمي في علاج القدم السكري؟ **كانت فى الماضى هذه الاصابات بمثابة ذعر شديد للمريض واقاربة وكان شبح البتر دائماً يخيم على المريض . ولكن بفضل الله الآن الامور اصبحت اكثر يسراً وسهولة حيث انه بإمكاننا الان وبشكة ابرة فقط فى أعلى الفخذ أن نفحص شرايين المريض المصابه بدقة متناهية وفى كل مكان – وتحديد المرض أيضا – بل و حقن العلاج المطلوب للشريان فى مكان الالم اذا كان مناسباً للمريض (لحالات الجلطه الحديثه) او توسيع اى ضيق او انسداد فى الشرايين الطرفية بالارجل والتى تغذى الساق والقدم و ذلك بالبالونات ووضع دعامات لاستمرارية هذا التوسيع ولضمان بإذن الله تدفق الدم بصورة سليمة وصحيحة للقدمين. كنا فى الماضى نحتاج لجراحة طويلة واقامة اسابيع بالمستشفى وزرع شرايين صناعية وطبيعية وفتحات كبيرة ومتعددة . ولكن الآن بفضل الله سبحانه وتعالى ومعرفتنا بالطرق الحديثة باستخدام القسطرة والمناظير – نستطيع حل أغلب المشاكل فى قصور الدورة الدموية للساقين والقدمين وحل المشاكل المعقده للقدم السكرى لألتآم الجروح و القرح ذلك بدون اى تدخل جراحى كبير.   ويستطيع المريض العودة للمنزل بأذن الله فى نفس اليوم بعد شفائه ولكن يستلزم عليه الالتزام بالحرص الشديد من عوامل الخطورة والتى يسمونها بالخارج (اضلاع الموت ) السكري، التدخين، السمنة، ارتفاع ضغط الدم كما أن الطفره العلمية الحديثة بأستخدام الموجات الكهرومغناطيسيه (PEMF) فى كثير من أصابات القدم ضمن البروتوكولات الحديثه فى العلاج و التى أثبتت جدارتها و فاعليتها فى سرعة التئآم الأنسجه المختلفه و عودتها للفسيولوجيا الطبيعيه، مما جعلها جزء لا يتجزىء من منظومه العلاج فى المراكز التخصصيه بالولايات المتحده الأمريكيه .   وفي نهاية حواره مع "الطبيب" أكد العالم المصري أ.د محمد ابراهيم شرقاوى استاذ جراحة الأوعية الدموية بالقصر العينى وزميل معهد ميامى لعلاج الاوعية الدموية على أن الجمعية الأوروبية لعلاج الأوعية الدموية أقرت هذه الطرق الحديثة وأشادت بالأبحاث المصرية و خاصة البروتوكول الذي قدمه وأوصت بتطبيقها عالمياً حيث أن هذه الأبحاث أفادت نسبة كبيرة من الحالات التى كان مقرر لها البتر وعادت للحياه بدون ألم .  
أضف تعليق
: الإســـــــــــــــــــم
: عنــــوان التعليق
: البريد الالكترونى
: التعليــــــــــــــــق
الأكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الطبيب الألكترونية 2012
تصميم وبرمجة مؤسسة الطبيب للصحافة والنشر