النشرة البريدية من جريدة الطبيب
سجل بريدك هنا ليصلك جديد الأخبار من جريدة الطبيب
طبيب أسنان يبتكر فرشاة بدون معجون
2011-06-10 02:42:06

أجرى الحوار – عبد الرحمن بدوي:

برع في مهنته كطبيب أسنان، ونشأته في ربوع لبنان وروعة جمالها خلقت منه فناناً تشكيلياً تنساب بين أصابعه الفرشاة لتشكل منظومة النور والجمال الكوني، وبعيداً عن الأسنان والألوان أخذت الاختراعات من وقته قليلاً فسجل 51 براءة اختراع من وحي عمله كطبيب أسنان..


ومن وحي معايشته لمشكلات الحياة اليومية، إنه الدكتور كابي حداد الطبيب والفنان والمخترع التقيت معه في أول حوار يفصح فيه عن براءات اختراعه وحكاية كل براءة وظروف ابتكارها، ودارت بيننا أسئلة كثيرة ومناقشات مفتوحة حول الطب والفن والخيوط التي ربطت بينهما·

عن نشأته قال: نشأت نشأة ريفية بين أحضان الطبيعة وأشجار الأرز في بلدة (صليما) في لبنان وأنهيت مراحل دراستي الابتدائية بها ثم انتقلت إلى بيروت حتى أتممت المرحلة الثانوية وبمجرد إندلاع الحرب اللبنانية قرر والدي الهجرة إلى فرنسا عام 1969، وأكملت فيها ثلاث سنوات بعد تخرجي، ثم قررت الهجرة إلى البرازيل حيث يقيم عدد كبير من أقاربي هناك، لكن أبي الذي كان يعيش وقتئذ في فرنسا لم يوافقني على الفكرة، ونصحني بالانتقال إلى بلد عربي، وبالصدفة البحتة جمعتني الظروف بسفير لبنان في الجزائر السيد نصيري سلهب الذي أقنعني بالمجيء إلى أبو ظبي، فأعجبت بها منذ زيارتي الأولى، وافتتحت عيادتي هنا في الإمارات منذ أكثر من ربع قرن حتى الآن·

ماذا عن البراءات الأخرى؟ ** تعرف أن هناك كثيراً من المدخنين - خاصة مدخني النرجيلة "الشيشة" ولم تعد النصائح تجدي معهم في الاقلاع عن هذه العادة المدمرة للصحة، فما زال البعض لا يصدق أن النرجيلة أشد خطراً علي الصحة من السجائر، لتبادل الأفواه على النرجيلة الواحدة مما يعرض المدخن لخطر الإصابة بأي أمراض نتيجة تدخينه نرجيلة تناولها أكثر من مدخن حتى لو تم غسلها، وقمت على الفور بعد إصابة أحد أصدقائي بالمرض نتيجة إدمانه النرجيلة بابتكار أداة يستعملها المدخن مرة أو مرتين فقط، ثم يلقي بها، وهي سهلة الاستعمال يستطيع المدخن أن يحملها معه فهي أقل من حجم (الجوال).   اختراع للنساء!! - اختراع آخر قادتني إليه المصادفة، فبينما كنت أقوم ببعض مهام البيت عندما سافرت زوجتي (مليكة) إلى كندا، كنت دائماً أنسى الأشياء على الفرن عندما أقوم بطهو بعض الأطعمة أو بعمل "فنجان من القهوة"، وذهبت إلى ميعاد ضروري وتركت الطنجرة على الفرن ولم أتذكرها إلا بعد فوات  الأوان، وحدث ما حدث إلا أن الله ستر وسلم، وتكررت الحكاية أكثر من مرة، احترت كيف أتغلب على هذه المشكلة، وجاءتني الفكرة بتصميم جهاز صغير أراح بالي، فلم يعد يهمني الآن أن أنسى أو أتذكر ما أضعه على الفرن·

- وما هي حكاية فرشاة الأسنان؟ ** أولاً حكايتي مع فرشاة الأسنان مرت بمراحل كثيرة، فقد وجدت أن جميع أنواع فرش الأسنان الموجودة بالأسواق ليست صحية بالمرة، الأمر الذي يؤدي إلى إحداث مشكلات كثيرة في اللثة ورأيت أن نادراً ما تجد شخصاً يعرف كيفية تنظيف أسنانه بالطريقة الصحية الآمنة وهي ما لم تقدمه الفرشاة العادية الموجودة حالياً، ففكرت في ابتكار فرشاة تجعل الإنسان يستطيع أن ينظف أسنانه بسهولة ويسر ويضمن عدم التهاب لثته، والحمد لله، بعد مناقشات كثيرة في أمريكا استطعت الحصول على براءة اختراع هذه الفرشاة، كما أن عدم اللونية في تصميم الفرش الموجودة جعلني أفكر في استبدال يد الفرشاة بأصبع الإنسان، وجبرت هذه الطريقة فوجدتها تجعلنا أكثر تحكماً في تنظيف أسناننا، أما المرحلة الأخيرة فقد استطعت من خلالها الحصول على مادة طبيعية تكمن داخلها كل ما تتكون منه مادة المعجون من وسائل حماية للأسنان من التسوس، واستغنيت بها عن المعجون، وكانت هذه الفرشاة آخر براءة اختراع قمت بتسجيلها ويبدأ الآن  تصنيعها·

لحظات السعادة عند كابي حداد متى تشعر بها؟ ** عندما أعيد الابتسامة لفم المريض فيرتاح من أوجاعه ويكشف عن أسنانه دون خجل بعد تجميلها، وعندما ألملم ملامح الجمال في الطبيعة والكون من خلال لوحة فنية أعبر عنها بفرشتي، أو من خلال ابتكار يريح الإنسان من مشكلاته التي تضغط على أعصابه فتجعله متوتراً·· أنا أشعر بأن الله سبحانه وتعالى خلقني كي أخفف عن البشر آلامهم وأوجاعهم·

- وماذا عن أوقات الراحة؟ ** إذا تبقى وقت أحب الانفراد بجيتاري "أدندن" معه حتى مطلع الفجر مع مطالعة آخر الأبحاث العلمية والاكتشافات لتبدأ الرياضة وممارسة "التنس"، ومراسلة كبرى الشركات العالمية للاطلاع على كل ما هو جديد في دنيا الأسنان·

- عرفنا أن زوجتك طبيبة أسنان أيضاً فهل انتما صديقا مهنة أيضاً؟ ** زوجتي الدكتورة مليكة واحدة من نعم الله عليّ، فنعم الزوجة ونعم الصديقة، ومن محاسن القدر أن خيوطاً متشابكة تربطني بها، فهي فنانة تشكيلية أيضاً، تحب الفن وتعشقه وتعطيه من وقتها كثيراً بعد انتهائها من متابعة مرضاها، ولولا اهتمامها لما استطاعت ابتكاراتي ولوحاتي أن ترى النور·   نصيحة لقراء "الطبيب".

- ما هي النصيحة التي تقدمها لقراء "الطبيب" للمحافظة على أسنانهم؟ ** الأسنان عنوان الإنسان ومفتاح شخصيته، وهي بوابة الأمان من أجل صحة الجسد كله فلابد من النظافة اليومية بالفرشاة بطريقتها الصحيحة حيث تنظف الأسنان العلوية من أعلى إلى أسفل والأسنان السفلية من أسفل إلى أعلى، لأن هذه الطريقة تساعد على طرد البكتريا من تحت اللثة، كما يراعى ضرورة تنظيف الأسنان بخيط الحرير وماكينة ضغط الماء وعلى الأقل زيارة واحدة لطبيب الأسنان مرة كل ستة أشهر·

أضف تعليق
: الإســـــــــــــــــــم
: عنــــوان التعليق
: البريد الالكترونى
: التعليــــــــــــــــق
الأكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الطبيب الألكترونية 2012
تصميم وبرمجة مؤسسة الطبيب للصحافة والنشر