النشرة البريدية من جريدة الطبيب
سجل بريدك هنا ليصلك جديد الأخبار من جريدة الطبيب
باحثان مختصان: غفوات "النوم القهري" أثناء اليقظة مؤشر خطير
الاثنين 20 جمادى الأولى 1445 هـ - الاثنين 4 ديسمبر 2023 م      04:12:09 AM

الطبيب - محمد داوود- جدة:
أطلق باحثان مختصان في طب وبحوث النوم تحذيرات جديدة من تأثيرات النوم القهري أثناء اليقظة وما يترتب على ذلك من انعكاسات سلبية على الفرد.
وأوضح كل من استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم مدير مركز طب وبحوث النوم البروفيسور سراج عمر ولي والدكتور عمر قصي قنبر الباحث في طب النوم بمركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ، أن النوم القهري هو اضطراب تضعف فيه القدرة على تنظيم دورات النوم والاستيقاظ، وبالتالي تكون الحدود الطبيعية بين النوم واليقظة ضعيفة ، حيث ينتج عن ذلك غفوات متكررة ومفاجئة وحدوث لعناصر النوم أثناء اليقظة وقد يشكل هذا المرض خطراً حقيقيًا وبالأخص الذين يقومون بأعمال تتضمن أدوات حادة وثقيلة، بل وحتى تعريض حياة الآخرين للخطر كسائقي الحافلات والطيارين وغيرهم.
 
وأشارا إلى أن هناك العديد من الدراسات التي أجريت للبحث في مسببات هذا المرض والتي كشفت عن عدة عوامل قد تسهم في حدوث مثل هذا الاضطراب، من بينها العوامل الوراثية ، حيث يظهر أن هناك عنصراً وراثيًا يلعب دورًا في تطور النوم القهري ، إذ إن إصابة أحد أفراد الأسرة بهذا الاضطراب يزيد من احتمالية حدوثه لدى أفراد آخرين من العائلة، وذلك عن طريق طفرة جينية تؤدي الى نقص في مستقبلات الاوريكسين العصبية أو ضعف في انتاجها وهي عبارة نواقل عصبية تنشيطية أو تنبيهية يتم إنتاجها في منطقة الوطاء وله أهمية كبيرة في المحافظة على دورة النوم والاستيقاظ ، بالإضافة الى ذلك فقد لوحظ وجود العديد من العوامل التي من الممكن أن تثير نشاط المرض وتحفزه ومنها الاضطرابات النفسية الشديدة واضطرابات الساعة البيولوجية والتغيير المفاجئ في نمط النوم ، على سبيل المثال العمل بنظام الورديات والنوم غير الكافي .
 
وبين المختصان أن مثل هذا الاضطراب يحدث بشكل متساوٍ  بين الرجال والنساء ، وغالبًا ما تبدأ أعراض النوم القهري بعد سن الخامسة عشر، وفي بعض الأحيان تتأخر حتى عمر الخامسة والثلاثين ، والأعراض المصاحبة للمرض تشمل: النوم أو النعاس المفرط بل وربما نوبات من النوم المفاجئة ، حيث يمكن للشخص أن يغفو أثناء النهار دون سابق إنذار ، ومن الأعراض الخدار وهي نوبات من فقدان العضلة قوامها والقدرة على الانقباض لاإراديا ، حيث يصيب العضلات الهيكلية مما يؤدي الى فقدان الحركة كليا والسقوط أو ربما يكون جزئيًا ،  ويؤثر على بعض العضلات فقط كالرقبة مثلا ، وهناك ايضاً شلل النوم (الجاثوم) وهو عبارة عن شلل مؤقت قبل الدخول للنوم أو عند الاستيقاظ يصاحبه هلوسات مرئية بالغالب .
 
ونوه الباحثان ولي وقنبر أن أهم مضاعفات النوم القهري تشمل : السمنة المفرطة نتيجة لتقلبات في نمط النوم وعملية هضم الطعام واكتئاب حاد وزيادة التوتر والقلق وغيرها من المشاكل الصحية ، وعندما يتم تشخيص النوم القهري بشكل صحيح من قبل أطباء النوم، يمكن أن يكون هناك عدة خيارات للعلاج تعتمد على شدة الحالة وتأثيرها على حياة الشخص ، فهناك العلاج السلوكي ويتضمن تعلم تقنيات ادارة النوم، مثل تحسين البيئة النومّية وتطبيق نمط نوم منتظم ، وأيضًا تمارين الاسترخاء والتأمل، بالإضافة الى الحفاظ على نمط حياة صحي، مع تضمين التغذية المتوازنة وممارسة الرياضة بانتظام ، وهناك العلاج بالعقاقير ، حيث إن بعض الأدوية يمكن استخدامها للسيطرة على النوم المفرط و نوبات الخدار وتقليل تأثيرها.
 
وشدد المختصان على ضرورة التشخيص لمثل هذه الاضطرابات بشكل صحيح من قبل أطباء النوم ، فالتشخيص السليم أول خطوات العلاج الصحيح، وكل ذلك عند التدخل بالوقت المناسب والذي يساهم في تسهيل العلاج وتحسين نوعية حياة الأفراد الذين يعانون من النوم القهري. فإذا كان الفرد يعاني من مشكلات في النوم فعليه مشاركة هذه المشكلة مع أطباء النوم للحصول على المساعدة المناسبة.
أضف تعليق
: الإســـــــــــــــــــم
: عنــــوان التعليق
: البريد الالكترونى
: التعليــــــــــــــــق
الأكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الطبيب الألكترونية 2012
تصميم وبرمجة مؤسسة الطبيب للصحافة والنشر