النشرة البريدية من جريدة الطبيب
سجل بريدك هنا ليصلك جديد الأخبار من جريدة الطبيب
مرضى الكلى والصيام
2013-07-22 17:36:51

منى محمود - يتساءل مرضى الكلى وأولئك الذين يعانون من مشاكل في الجهاز البولي، إن كان يسمح لهم بالصيام من الناحية الطبية دون أن يؤثر ذلك في صحتهم العامة
 قال د. صالح بن صالح، الاختصاصي بأمراض المسالك البولية، اجابة عن هذا التساؤل: "قبل الاجابة عن هذا التساؤل يجب أن نعلم أن أمراض الكلى ليست مرضاً واحداً، وإنما هي أمراض متعددة، وحتى الاعتلال الواحد ليس على درجة واحدة من الشدة، إنما تتفاوت درجة حدته من حالة إلى أخرى".
 
وحتى تتضح الصورة اشار  بن صالح الى آلية عمل الكلية بقوله:
 
"تعمل الكليتان على تنظيم كمية المياه والأملاح الموجودة داخل الجسم، كما تعمل على ضبط درجة الحمضية والقلوية في الدم، وتعمل كمرشح يبقي على المواد النافعة كالجلوكوز والبروتينات وتتخلص من المواد غير المرغوبة مثل البولينا، وحمض البوليك، والكرياتينين كما تقوم الكلية بإفراز بعض الهرمونات التي لها علاقة بتنظيم ضغط الدم".
 
وعند الحديث عن تأثير الصيام على الكلى والجهاز البولي يمكن تقسيم المرضى الى عدة مجموعات رئيسية: "
 
- مرضى القصور اوالفشل الكلوي
 
- مرضى التهابات الكلى والمثانة البولية
 
-مرضى حصوات المسالك البولية.
 
وكقاعدة عامة لا بد لمريض الكلى من استشارة الطبيب المختص قبل الشروع في الصوم وذلك لتنظيم جرعات الدواء الموصوفة له ومعرفة إذا لم تكن هناك خطورة تحول دون أدائه فريضة الصوم".
 
ويوضح بن صالح أن مرضى القصور او الفشل الكلوي على أنواع:
 
 -المجموعة الأولى: مرضى القصور الكلوي المزمن.
 
-المجموعة الثانية: مرضى الغسيل الكلوي.
 
-المجموعة الثالثة: مرضى زراعة الكلى.
 
-بخصوص مرضى القصور الكلوي المزمن، فقد يتسبب الصوم - نتيجة لنقص السوائل والأملاح - في تدهور حالة القصور المزمن، خصوصاً في حالات التهابات الكلى المزمنة، والتكيس الكلوي، وهو ما قد يؤدي الى جفاف واختلال في وظائف الكلى والجسم.
 
ولذلك من الضرورة لمريض القصور الكلوي ان يقوم بمراجعة الطبيب المتابع لحالته لأخذ النصيحة الطبية حسب حالته المرضية قبل الشروع في صوم رمضان.
 
-وبالنسبة للمجموعة الثانية، وهم مرضى الغسيل الكلوي، فيمكنهم الصوم من الناحية الطبية، طالما كانت القيم الأساسية تحت السيطرة على أن يفطروا في الأيام التي يتلقون فيها جلسات الغسيل، إذا كانت هذه الجلسات تقع في أثناء النهار، حيث إن عملية الغسيل يصاحبها إعطاء محاليل عن طريق الوريد مما يفسد الصيام. وأورد بن صالح فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية بشأن غسيل الكلى: "إن غسيل الكلى عبارة عن إخراج دم المريض إلى آلة ‏(‏كلية صناعية‏)‏ تتولى تنقيته ثم إعادته إلى الجسم بعد ذلك، وأنه يتم إضافة بعض المواد الكيماوية والغذائية كالسكريات والأملاح وغيرها إلى الدم‏.‏ وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء والوقوف على حقيقة الغسيل الكلوي بواسطة أهل الخبرة أفتت اللجنة بأن الغسيل المذكور للكلى يفسد الصيام".
 
-المجموعة الثالثة، وهم المرضى الذين أجريت لهم عملية زراعة الكلى، فيمكن لمريض زراعة الكلى أن يصوم بعد مرور عام من زراعة الكلى له إذا كان الجسم قد توافق مع الكلية المزروعة بشكل جيد، وعليه فإن المريض يمكنه تناول مثبطات المناعة اللازمة مثل عقار السيكلوسبورين الذي يؤخذ عادة كل 12 ساعة، بعد الإفطار وعند السحور مع ضرورة المتابعة مع الطبيب المعالج. أما بالنسبة لمرضى زراعة الكلى الذين لم تستقر حالتهم، فقد يؤدي الصيام إلى تأثيرات ضارة على الكلى المزروعة والجسم، لذلك يجب مراجعة الطبيب المعالج لهم قبل الشروع في صوم رمضان لتقرير مبدأ الصيام من عدمه.
 
مرضى التهابات الكلى والمسالك البولية
 
بالنسبة لالتهابات الكلى والمثانة يقول بن صالح أن المريض لا يحتاج إلى الإفطار في حالة عدم وجود قصور في وظائف الكلية، وهذا يكون من خلال تشخيص الأطباء المختصين. وينصح المريض من هذه الفئة بالاكثار من السوائل بعد الافطار الى وقت السحور لتعويض الجفاف الحاصل وقت الصيام. كما قد يوصف للبعض مضادا حيويا وقائيا في حال كون الالتهابات متكررة بواقع أربع مرات في السنة الواحدة او اكثر.
 
مرضى حصوات الكلى والحالب والمثانة البولية
 
وبخصوص مرضى حصوات الكلى والحالب والمثانة البولية، ينصحهم بن صالح بالصيام شرط شرب كميات كبيرة من السوائل بعد الإفطار، حتى تساعد على تخفيف الأملاح وعدم ترسبها وطرد الحصوات الصغيرة مع ضرورة الانتباه إلى الإقلال من تناول اللحوم الحمراء، وملح الطعام والسبانخ والطماطم والمكسرات والشاي والقهوة، وكذلك عليهم تجنب التعرض للمجهود الشديد أثناء النهار وتجنب التعرض للحر الشديد.
 
صوم الحوامل المصابات بقصور الكلى أو الكبد
 
ترى الدكتورة نادية منصور، استاذة النساء والتوليد بجامعة الأزهر أن هناك حالات مرضية تمنع فيها الحامل من الصيام،:
 
-كالمريضات بأمراض الكلى مما يسبب ارتفاع نسبة الكرياتين، أو المصابة بأمراض المسالك البولية، التي يتطلب فيها تناول الكثير من السوائل. وفي حالة اطمئنان الحامل على الكلى وعدم وجود حصوات بها أو بالحالب، وعدم قابلية تكوين حصوات مستقبلا بها، فإنه يمكن الصيام، بشرط المتابعة الطبية الدقيقة والمستمرة اثناء فترة الصوم.
 
-أما المصابات بقصور في وظائف الكبد، أو بالفيروسات الكبدية، فيجب منعهن من الصيام مطلقا، كذلك يجب منع المريضات بالسكري من المعتمدات على الأنسولين من الصيام؛ لتعرضهن لخطر الهبوط الحاد بالسكر أو ظهور الأسيتون بالدم خلال فترة الصوم.
 
-وكما أن الحامل، التي سبق لها الإصابة بجلطات الأوعية الدموية ومن تستخدم صمامات معدنية بالقلب، يفضل عدم صيامها للحفاظ على سريان الدورة الدموية.
 
-كذلك المريضات بالدرن الرئوي الناتج عن الربو الشعبي ينصحن بالإفطار إذا تأثرت حالاتهن الصحية بالصيام
 
-تمنع المرأة أيضا عن الصيام في حالات تسمم الحمل بكل أنواعه.
 
- في حالة الحمل بتوائم فتنصح الأم الحامل بالإفطار.
 
وتؤكد الدكتورة نادية أنه إذا صامت الحامل بعد تأكدها من قدرتها على الصيام، فيجب عليها الإفطار في بعض الحالات:
 
-كإحساسها بهبوط حاد
 
-إذا شعرت بانخفاض واضح في حركات الجنين خصوصاً في الشهور الأخيرة
 
-إذا لم يتحسن الوضع بعد تناولها الطعام يجب مراجعة الطبيب المعالج فورا
 
-عندما ينتاب الحامل حالات قيء مستمر، وهي في الشهور الأولى من الحمل نتيجة بعض التغيرات الفسيولوجية في وظائف الجسم، هنا ينصح بعدم الصيام حتى لا تترك المعدة فارغة لوقت طويل.
 
وفي حالة استمرار صيام الحامل فهناك قواعد أساسية لتغذيتها طوال شهر رمضان، أهمها:
 
-السوائل، كما يقول الدكتور أحمد حسان، استشاري أمراض النساء والتوليد بجامعة عين شمس، مشيراً إلى أهميتها القصوى للحامل، وينصح بتناول كميات كبيرة منها خلال فترة ما بين الإفطار والسحور، خصوصاً الماء والعصائر والحليب ، لأن كثرة السوائل، خصوصاً السكرية منها تعوض الجسم ما فقده خلال فترة الصوم، كما تساعد كثرة السوائل على تنظيف الأمعاء وتمنع الإمساك وتقلل من فرصة الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
 
-كما يرى الدكتور احمد حسان أن يتم الإفطار بشكل تدريجي، ويمكن البدء بالتمر واللبن، فهما غذاء قيمته الغذائية عالية وسهل الهضم وسريع الامتصاص، وعدم تناول وجبة إفطار كبيرة مرة واحدة؛ لتجنب الشعور بالامتلاء وعسر الهضم، فيمكن تناول من 4 إلى 5 وجبات غذائية خفيفة متقاربة بدلا من وجبتي الإفطار والسحور، مع تجنب الدهنيات والمواد الدسمة.
 
-كما يوصي الدكتور حسان بتجنب، أو الإقلال من تناول حلويات رمضان الدسمة أو البدء بها في الإفطار، مثل الكنافة والبسبوسة بالقشدة وغيرهما. وعلى الحامل الابتعاد عن المخللات والبهارات والفلفل، لأنها تزيد من إفراز العصارة الحمضية بالمعدة.
 
-ويؤكد الدكتور حسان على ضرورة توافر المواد البروتينية والنشوية والأملاح المعدنية والسكريات والفيتامينات، خصوصاً فيتامين ب 12 وب 6 للحماية من الأنيميا في غذاء الحامل. أما بعد الشهر الثالث فإن الاحتياجات الغذائية تزيد، فالحامل تحتاج إلى الكالسيوم المتوافر في الألبان ومنتجاتها، كالجبن والزبادي والمهلبية والأرز باللبن، وهناك أقراص الكالسيوم، وينبه على أهمية الحديد وضرورة تناول الحامل الأغذية الغنية به، سواء كانت حيوانية كالكبدة واللحوم والبيض، أو نباتية مثل الجرجير والبقدونس والخس. وبالرغم من أن الأطعمة الحيوانية والنباتية تكمل بعضها لكن الحيوانية أفضل لاحتوائها على عنصر الحديد بشكل أكبر.
 
-كما ينصح الحامل بتناول الحبوب والخبز الأسمر لاحتوائهما على نسبة متوسطة من الحديد. كما يجب تناول النشويات والسكريات لزيادة السعرات الحرارية. أما في الشهور الأخيرة من الحمل فيجب التركيز على الأغذية ذات السعرات الحرارية العالية والألبان ومنتجاتها والعصائر.
 
-وأخيرا، تحتاج الحامل إلى 2250 سعراً حرارياً يومياً، لذا فإن المرأة الحامل بحاجة إلى زيادة السعرات الحرارية وزيادة البروتين بصفة خاصة مع زيادة بعض المعادن والفيتامينات، ويفضل بعد الإفطار مباشرة تناول كوب من العصير ليزودها بالسعرات الحرارية الضرورية السريعة.
 
أما السحور فيجب أن يحتوي على المواد النشوية ومنتجات الألبان والفواكه والخضراوات الطازجة، والبعد عن الدهون والزيوت، حتى لا تصاب بالحموضة أثناء فترة الصيام، كما ينصح الأمهات الحوامل عند صيامهن بضرورة الحصول على قسط مناسب من الراحة والنوم، والبعد عن مسببات القلق والتوتر، وأن يتجنبن أي عدوى، بدءاً من الأنفلونزا.
أضف تعليق
: الإســـــــــــــــــــم
: عنــــوان التعليق
: البريد الالكترونى
: التعليــــــــــــــــق
الأكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الطبيب الألكترونية 2012
تصميم وبرمجة مؤسسة الطبيب للصحافة والنشر