النشرة البريدية من جريدة الطبيب
سجل بريدك هنا ليصلك جديد الأخبار من جريدة الطبيب
الزوجة.. ليست نكدية دائما #يلا_افريقيا
الأربعاء 25 شعبان 1437 هـ - الاربعاء 1 يونيو 2016 م      10:53:07 PM

منى محمود :

هل الزوجة نكدية حقا؟ أم هو اتهام باطل يلقيه عليها المجتمع والزوج غالبا ما يكون هو النكدى؟ أم أن الزوجة هى النكدية بالفعل بسبب المسئوليات الملقاه على عاتقها ما بين العمل والبيت والتعليمات التى تعطيها لأفراد أسرتها خاصة الصغار؟..

يجيب عن هذا التساؤل د. محمد السيد عبد الرحمن أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة الزقازيق قائلا: إن هناك سيدة نكدية كما أن هناك أيضا رجلا نكديا والأسباب التى تؤدى إلى ذلك واحدة للجنسين, لذلك من الخطأ تماما إلصاق هذه الصفة بالزوجة فقط، والصواب أن نقول الشخصية النكدية سواء كانت رجلا أو امرأة .

والشخصية النكدية أهم سماتها أنها تضفى جوا من الحزن على كل من حولها, سواء كانت داخل الأسرة أو فى العمل أو حتى فى المناسبات السارة مثل الأفراح والحفلات والمناسبات، وهى شخصية اكتئابية وليس معنى ذلك أنها مصابة بالاكتئاب فقط... بل مصابة ببعض أعراضه ولكن لا تصل إلى حد الانعزال التام عمن حولها.

ويوضح أستاذ الصحة النفسية العوامل التى تؤدى إلى أن تصبح شخصية بعينها نكدية أو حزينة دائما... فيقول: على سبيل المثال خبرات الطفولة المؤلمة نتيجة النشأة فى أسرة محطمة سواء بالطلاق أو بوفاة أحد الوالدين، أو قد تكون مفككة نتيجة الشجار الدائم بين الوالدين، أما العامل الثانى والأهم فيرجع إلى الضغوط التى تعيشها الأسرة تحت سيطرة زوج متسلط أو ديكتاتورى أو عدوانى أو نرجسى.

وأيضا من العوامل التى تؤدى إلى تحول شخصية الرجل أو المرأة الى شخصية نكدية ضغوط العمل أو الضغوط الاقتصادية، وكذلك العوامل الممهدة مثل الاستعداد الأسرى والخلفية الأسرية ويضيف د. محمد السيد: أن الشخصية النكدية عرضة للإصابة بأمراض سيكوسومانية أى أمراض نفسجسمية أو أمراض عضوية ويمكن أن ترجع لعوامل نفسية مثل القولون العصبى وقرحة المعدة والربو الشعبى والاضطراب الوظيفى لعضلة القلب والارتكاريا والصدفية وقد يصل الأمر إلى الإصابة بالذبحة الصدرية أو الاكتئاب الحاد مما يتطلب تدخل العلاج النفسى,

ويوضح أن للشخصية النكدية آثارا اجتماعية تتمثل فى رفض الآخرين التعامل معها وعدم تقبلهم لمشاركتها أو التفاعل معهم.. كما أن لها تأثير على الأبناء حيث تنتقل إليهم سلوكيات الأم النكدية أو الأب النكدى بالتقليد والمحاكاة, وقد تؤدى إلى اضطراب العلاقة بينهم، فقد ينفر الأبناء من الأب النكدى أو الأم النكدية عندما يكبرون لأن الشخصية النكدية عادة ما تكون متذمرة كثيرة الشكوى مما يؤدى إلى نفور الجميع من حولها وعدم تقبلهم لها حتى لو كانوا أبناءها.

وفى النهاية يوجه د.عبد الرحمن نصائحه للشخصية التى تميل إلى الحزن والكآبة سواء رجل أو امرأة بأن تشترك فى ممارسة أنشطة تبعث السرور والسعادة كالرياضة أو الرسم مثلا لأنها قد تحقق بذلك نتائج إيجابية مما يمنحها أحساسا بالراحة والتفاؤل.. كما أن لأفراد الأسرة دور كبير فى محاولة تخفيف الضغوط ومحاولة إشاعة جو من التفاؤل والبهجة عليها مما يقلل لديها الشعور بالحزن والكآبة.

أضف تعليق
: الإســـــــــــــــــــم
: عنــــوان التعليق
: البريد الالكترونى
: التعليــــــــــــــــق
الأكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الطبيب الألكترونية 2012
تصميم وبرمجة مؤسسة الطبيب للصحافة والنشر