النشرة البريدية من جريدة الطبيب
سجل بريدك هنا ليصلك جديد الأخبار من جريدة الطبيب
استشاري لـ"الطبيب": لهذه الأسباب حذر أطباء غدد الصماء من " البلاستيك"
السبت 19 شعبان 1444 هـ - السبت 11 مارس 2023 م      11:46:45 AM

الطبيب - محمد داوود - جدة:
أكد أستاذ واستشاري غدد الصماء والسكري لدى الاطفال بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا لـ"الطبيب"، أن أضرار البلاستيك لم تقتصر على صحة الانسان فقط بل شمل بيئته بشكل عام والبيئة البحرية بشكل خاص ، وترتب على ذلك انعكاسات خطيرة على صحة البشر والثروة الحيوانية وسلامة البيئة التي تحيط بنا.
 
- أولاً: تأثير البلاستيك على البشر:
أثبتت الدراسات الطبية أن صناعة المواد البلاستيكية التي تنتشر بكثافة في منازلنا ونتعرض لها باستمرار، تعتمد على العديد من المركبات البتروكيميائية منها الاستروجين الاصطناعي الضار بصحة الإنسان ودوره في تعطيل الجهاز الهرموني في كل من الرجال والنساء ويسبب التشوهات الخلقية في الأطفال حديثي الولادة ، وهذه المركّبات توجد في العديد من المواد البلاستيكية المنزلية الشائعة؛ منها زجاجات الماء، ورضاعات الأطفال، وألعاب الأطفال، ومواد التغليف والتعبئة، ومستحضرات التجميل النسائية، والمواد الحافظة، والمبيدات الحشرية، وبعض أنواع الصابون والشامبو، وتلك المواد تحتوي على مركّبات ضارة، لها دور سلبي في هرمونات الغدد الصماء، وتحتوي على هرمون الاستروجين الاصطناعي، الذي من شأنه تقليد عمل هرمون الاستروجين الطبيعي لدى الجنسين وخصوصًا الإناث، ويسبب العديد من الأضرار الصحية منها البلوغ المبكر لدى الفتيات.
 
ولاحظ جميع الأطباء المتخصصين في مجال الغدد الصماء على المستوى العالمي والمناطق العربية، زيادة عدد الفتيات اللواتي يبلغن في سن مبكرة؛ فعلى سبيل المثال (ظهور الثديين في عمر 6- 7 سنوات، وحدوث الدورة الشهرية من 8- 9 سنوات من العمر)، كما أن المواد الصناعية لها أثر على زيادة خطر نسبة الإصابة بالسرطانات المعتمدة على هرمون الاستروجين مثل (سرطان الثدي)، وأيضًا التأثير على خصوبة الحيامن لدى الذكور.
 
- ثانيًا تأثير البلاستيك على البيئة البحرية:
تتعرض المحيطات إلى خطر المخلفات البلاستيكية على البيئة البحرية التي تنتج عن تجمع الأكياس البلاستيكية وأوعية الأطعمة والعبوات الفارغة في قاعها، ومع تراكم هذه النفايات، يموت عدد كبير من الكائنات البحرية والأسماك نتيجة وقوعها في فخ المخلفات البلاستيكية وصعوبة الخلاص منها، مما يؤدي بها إلى الموت ، ومع مرور الزمن، تنقسم المخلفات إلى عدة أجزاء صغيرة مخلفة أضراراً أكبر تتمثل بابتلاع الأسماك لها، مما يلوث أنسجتها مسببة موتها ، وأكثر الحيوانات البحرية المتضررة تتناول مع طعامها الأكياس والعبوات الفارغة وهذا يعمل على انسداد قنواتها الهضمية مما يؤدي الى موتها، بالإضافة الى إلحاق الضرر بالشعاب المرجانية، فإن التفاف أكياس البلاستيك حول الشعاب المرجانية قد يحرمها من ضوء الشمس ومن التيارات المائية المتجددة التي تحمل لها الطعام والأكسجين، الأمر الذي يؤدي إلى تدهورها.
 
- ثالثًا تأثير البلاستيك على المواشي في البيئة ، إذ تنجذب الحيوانات إلى البلاستيك بسبب خصائصه المختلفة ؛ بما في ذلك اللون أو الحجم أو الشكل، كما أن هُناك بعض الأكياس البلاستيكية التي تعلق بها رائحة تشبه رائحة غذاء الحيوانات؛ ممّا يجعلها تأكل هذا النوع من النفايات بشكل كبير؛ حيث تفتقر العديد من الحيوانات إلى المهارات التي تُساعدها في تمييز الغذاء من البلاستيك، ويتسبب التهام الحيوانات للبلاستيك بموتها، بالإضافة إلى تلويث السلسلة الغذائية للإنسان أيضًا في كثير من الأحيان.
 
- رابعًا : أضرار البلاستيك على البيئة:
من المعروف أن النفايات البلاستيكية بما فيها الأكياس تستغرق وقتًا طويلًا حتى تتحلل في البيئة، وتؤدي إلى الكثير من الأضرار التي تُصيب البيئة المحيطة ، ومن أبرز أضرار الأكياس البلاستيكية على البيئة:
- تلويث الهواء ، إذ تقوم العديد من الدول حول العالم بحرق الأكياس البلاستيكية للتخلص منها، ويؤدي ذلك إلى إطلاق كميات كبيرة من المواد السامّة التي تُلوّث الهواء، وهو من أبرز أنواع أضرار البلاستيك على البيئة.
 
- تسميم التربة ، فتلف الأكياس البلاستيكية عندما تتعرض لأشعة الشمس يؤدي إلى إطلاق العديد من المواد السامّة، التي تختلط مع التربة مُتسببةً بالكثير من الأضرار على المزروعات والكائنات الحيّة الأُخرى.
 
- انسداد تصريف مياه الأمطار ، إذ تؤدي الأكياس البلاستيكية إلى انسداد الكثير من المجاري المخصصة لتسريب مياه الأمطار إذا لم يتم إتلافها بشكل صحيح، ويتسبب ذلك بسيول من المياه في كثير من الأحيان عند فشل المجاري بتصريف المياه.
 
- إتلاف الأراضي الزراعية ، فالمُلوّثات الناتجة عن الأكياس البلاستيكية تتسبب بإتلاف الكثير من الأراضي الصالحة للزراعة، وهو ما يُهدّد القطاع الزراعي بشكل كبير في عدّة أنحاء حول العالم.
وعن البدائل الآمنة لاستخدام  البلاستيك قال البروفيسور الأغا:
البدائل عديدة وهي بدائل صديقة للبيئة وقبلها بالطبع تحافظ على صحة الانسان من الأمراض وأهم النصائح هي :
- تجنب استخدام البلاستيك في حفظ الأطعمة والمشروبات ، والبديل هو الأواني الزجاجية التي يمكن إعادة استخدامها لآلاف المرات دون ضرر، ولذلك فالزجاج الأفضل في حفظ المياه في الثلاجة، أو لتخزين الأطعمة.
 
- عدم استخدام أكياس البلاستيك ، والبديل هو الأكياس الورقية أو الأكياس المصنوعة من القماش أو الجلد فهي تحد من انتشار الأكياس البلاستيكية في البيئة.
- استخدام المنتجات والحافظات المصنوعة من الخزف، الستانلس ستيل، أو الزجاج فجميعها آمنه داخل المنزل وعلى صحة الانسان ، وينطبق هذا الكلام على الملاعق والصحون إذ يجب أن تكون خشبية أو المعدنية.
 
- تجنب جميع ألعاب الأطفال البلاستيكية تفاديًا لوضعها في الفم ، والبديل المناسب هو الألعاب الخشبية أو المصنوعة من السيلكون.
 
- عدم شراء المواد الغذائية المعبأة في البلاستيك؛ لأن تأثير هذه المواد سينتقل إلى الطعام.
 
- التقليل من الشرب في الأكواب البلاستيكية والاستعاضة عنها بالأكواب الزجاجية.
 
- عدم استخدام قوارير الماء البلاستيكية والاستعاضة عنها بعبوات الماء الزجاجية وخصوصًا إذا تعرّض البلاستيك للحرارة أو الشمس؛ فكثير من الدول العالمية بدأت استخدام قوارير المياه الزجاجية.
 
- تجنب استخدام البلاستيك أو النايلون الذي يغطي الأطعمة مطلقًا في المايكروويف لتسخين المواد الغذائية؛ فإن ذلك وسيلة كبيرة لزيادة السرطان.
 
- الابتعاد عن استخدام السوائل الساخنة في الأكواب البلاستيكية أو المصنعة بالمواد البتروكيميائية، والاستعاضة عنها بالزجاجية والفخارية.
 
- تجنب المعلبات والمواد الغذائية التي تحتوي على المواد الحافظة، والتحول إلى منتجات اللحوم العضوية؛ فالكثير من الديوك الرومية والدجاج والأبقار تنمو أكبر وأسرع (وإنتاج اللحوم أكثر) بسبب استخدام الهرمونات المساعدة، كذلك فإن اللحوم العضوية مكلفة للغاية مقارنة باللحوم التقليدية.
 
- تجنب ثنائي الفينيل متعدد الكلور في الدهانات والزيوت، وأكل الفواكه والخضراوات التي تُزرع عضويًّا، والخالية من المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب والأسمدة الاصطناعية، واستخدام منظفات الغسيل الطبيعية فقط.
أضف تعليق
: الإســـــــــــــــــــم
: عنــــوان التعليق
: البريد الالكترونى
: التعليــــــــــــــــق
الأكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الطبيب الألكترونية 2012
تصميم وبرمجة مؤسسة الطبيب للصحافة والنشر