وأشارت الدراسة التي أطلعت على نحو 19.136 ألف شخص، أن معدلات الأفراد الذين يواجهون حالات من السير أثناء النوم تجاوزت كل التوقعات، حيث أن فبالولايات المتحدة فقط تشير الأرقام إلى أن ما نسبته 3.6 في المائة أي ما يساوي 8.5 مليون شخص بالغ يعاني من هذه الحالة.
وحول هذا الموضوع يقول لدكتور أيمن بدر كريّم، استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النّوم، رئيس قسم الأمراض الصدرية، مدير مركز اضطرابات النّوم بمدينة الملك عبد العزيز الطبية – جدة، الشؤون الصحية بالحرس الوطني، فأفاد بأن المشي أثناء النوم يُعد أحد اضطرابات الحركة التي تحدث خلال مرحلة النوم العميق (الثالثة والرابعة من النوم غير الحالم) أثناء الثلث الأول من فترة النوم في أغلب الأحيان، وهو ضمن مجموعة اضطرابات سلوكية وأحداث غير مرغوب فيها تسمى علمياً «الباراسومنيا».
وللتفريق بين هذا الاضطراب وبين الحالات الأخرى التي قد تتشابه معه أحياناً، أعطى د. كريّم وصفاً لما يحدث للمصاب بداء المشي أثناء النوم، فذكر أن هذا الاضطراب يتميز بالحركات المتوافقة والمعقدة، التي تظهر بداية على هيئة استيقاظ مفاجئ من مرحلة النوم العميق، كما يتميز بضبابية الوعي وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين. وتتراوح بعد ذلك الحركات من بسيطة مثل النهوض من الفراش والمشي في أنحاء الغرفة، إلى حركات أكثر تعقيداً كالتجول في أرجاء البيت، وحتى الخروج وقيادة السيارة لمسافات طويلة، وقد يصحبها غير ذلك من الأحداث، كالكلام أو تناول الطعام أثناء النوم أو إعادة ترتيب أثاث المنزل. ولا يتذكر المصاب تفاصيل ما مر به من أحداث أثناء النوم، حيث يمكن للنوبة أن تنتهي بعودة المريض من تلقاء نفسه إلى سريره وإكمال نومه. إلا أن إيقاظه من نوبة المشي أثناء النوم، يمكن أن يؤدي إلى ارتباك شديد أو ردة فعل عنيفة قد تصل إلى حد الضرب والصياح. ولذا يُنصح أن يتم توجيه المريض للعودة إلى السرير بهدوء بدلا من محاولة إيقاظه المفاجئ.