النشرة البريدية من جريدة الطبيب
سجل بريدك هنا ليصلك جديد الأخبار من جريدة الطبيب
المعهد القومى للسمـع والكـلام بعد تطويره .. صرح قومى رائـد يستقبل 800 مريض يوميًا
السبت 06 شوال 1438 هـ - السبت 1 يوليو 2017 م      12:46:40 AM

تحقيـق : رانـدا يحيـى يوسـف

- د. محمد حسنى :الجزء الأكبر من نجاح معهد السمع والكلام يعود لمساندة الدولة ودعهما خاصًة فى عمليات زراعة القوقعة

-د. عمرو جلال : زراعة القوقعة طوق نجاة لمئات الأطفال المعاقين سمعيًا

-د . هشام شعلان : طفرات هائلة فى علاج إلتهاب الجيوب  باستخدام المنظار الضوئى فى التشخيص و الجراحة

ما أصعب ان تحيا بدون سماع الأصوات من حولك ، أن تعيش منعزلاً داخل عالم يسوده الصمت التام وتعجز فيه عن التواصل مع الآخرين .. ذلك وصف مبسط لما يشعر به الأطفال ضعاف السمع والكلام،الذين تنحصر كل آمالهم فى الحياة ان يستطيعوا التعبيرعما بداخلهم بعد ان وضعتهم أقدارهم فى قالب من الجمود ومحدودية الإختيارات .

لذا ذهبنا للمعهد القومى للسمع والكلام للتعرف عن قرب على كيفية زرع حياة جديدة لهؤلاء الأطفال ومساعدتهم ليصبحوا أطفالاً طبيعين وأسوياء بدون إعاقة تمنعهم من ممارسة حياتهم اليومية

يُعد أول معهد متخصص فى الشرق الأوسط  لتشخيص وعلاج ضعف السمع وأمراض التخاطب وعيوب النطق وجراحات الأنف والأذن والحنجرة الميكروسكوبية الدقيقة ، كما يقوم المعهد بتقديم خدمة متكاملة فى مجال الجراحات المتقدمه لحالات أورام الرأس والرقبة والحنجرة وعمليات زرعة القوقعة.

بدايًة يوضح الدكتور محمد حسنى إستشارى جراحة الأنف والأذن والحنجرة وعميد المعهد القومى للسمع والكلام الكثافة العددية لرواد المعهد كل يوم والتى تتعدى الـ 800 مريض يومياً ، فى مختلف التخصصات والتى تشمل الأنف والأذن والحنجرة ،بالإضافة إلى أقسام السمع والتخاطب والتأهيل النفسى والبدنى والأسنان،بجانب أقسام الأشعة والتحاليل والعمليات الجراحية،لذا باتت الحاجة ملحة للتوسع فى العيادات من أجل إستيعاب أكبر عدد من المرضى وإجراء كافة الفحوصات والعمليات بلا قوائم إنتظار، ويضم المبنى الجديد الملحق بالمعهد والذى يعتبر قوة إضافية كبيرة40 سريرا للرعاية مركزة وخمس غرف عمليات مجهزه علي أحدث طراز بالإضافة إلى دور كامل للسمعيات تلبي خدمات مرضي السمعيات كمقاييس السمع و فحوصات سمعيات للأطفال حديثى الولادة ،علاوة على العيادات الخارجية فى تخصصات أمراض التخاطب والسمعيات والأنف والأذن والحنجرة ، كما سيشمل المبنى المزمع الإنتهاء منه قبل نهاية العام الجارى - أجهزة للتعقيم المركزى وقاعة للمحاضرات وأخرى للندوات،مجهزين بأحدث الوسائل العلمية الحديثة.      

وعن الوحدات الحديثة والمميزة بالمعهد يوضحان المعهد يشتمل على وحدة لتشخيص ضعف السمع لدى الأطفال حديثى الولادة لإكتشاف أي مشكلة سمعية مبكرا،حيث يتم التعامل مع الطفل المريض مبكرا بتركيب سماعة أو زراعة قوقعة ليتعرف المخ علي الإشارات السمعية مبكرا حتي يلحق بالطفل الطبيعي بعد العلاج ولا يحتاج إلى مدارس خاصة فيما بعد, بالإضافة أن الطفل عندما يتجاوز الست سنوات ولم يتم علاجه يصبح من الصعب ان يكون نطقه طبيعيا لأن المخ يكون قد فقد القدرة علي ترجمة الإشارات السمعية،ويستطرد انه من ضمن الوحدات الجديدة التي يضمها المعهد أيضا وحدة تشخيص صعوبات البلع وهى وحدة حديثة ينفرد بها معهد السمع على مستوي وزارة الصحة.

وتم تدريب الأطباء عليها في الخارج بالإضافة إلى وحدة تشخيص مشاكل النوم مثل توقف التنفس أثناء النوم حيث يقضى المريض بالوحدة ليلة كاملة يوضع خلالها على الأجهزة لمراقبة التنفس ثم يصف العلاج للمريض سواء كان علاجا دوائيا أو بالتدخل الجراحى أو بالإستعانة بأجهزة مساعدة للتنفس أثناء النوم حتى يحصل الجسم على حاجته المطلوبة من الأكسجين أثناء النوم لأن نقصه يجعل الإنسان يشعر بالتعب ويؤثر على وظائف الجسم الأخرى.

ويشير إلى ان الجزء الأكبر من نجاح المعهد فى ان يؤدى وظيفته على أكمل وجه يعود لسببين أحدهما مساندة الدولة ودعمها الكامل للمعهد حتى إستطاع توفير العلاج بالمجان لفئة غير القادرين ودعم كافة عمليات زرع القوقعة وكذلك وجود العديد من الكوادر الطبية والفنية المؤهلة وذات كفاءة طبية عالية للتعامل مع كافة الحالات والتخصصات السابق ذكرها .                                                                                                    

عمليات زراعـة القوقعـة
يقول الدكتور عمرو جلال إستشارى جراحة الأنف والأذن ونائب عميد المعهد القومى للسمع والكلام ان زراعة القوقعة تمثل طوق نجاة لمئات الأطفال المعاقين سمعيًا ومن ثم تسهم فى تخفيف العبء عن كاهل المجتمع والدولة ،  حيث تتحمل الدولة نفقات إجراء زراعة القوقعة من خلال الهيئة العامة للتأمين الصحى بالمشاركة فى تكاليف العملية بملبغ  90ألف جنيه، بالإضافة إلى تحملها إعانة مستقبلية للمعاق سمعيًا ، ويوضح الدكتور عمرو ان القوقعة هى عبارة عن جهاز إلكترونى دقيق يتم تركيبه فى الأذن الداخلية، ليتم توصيلة بجهاز خلف الأذن الخارجية وهناك عدة أجزاء لجهاز زرع القوقعة ميكروفون ومعالج الكلام وناقل ومستقبل والكترودات( مسارات كهربائية) توضع داخل القوقعة وتقوم بإيصال النبضات الكهربائية إلي العصب السمعي, وتسهم القوقعة المزروعة في تحسين النطق واكتساب اللغة عند الأطفال من المؤهلين للزرع والذين تكون أعمارهم فوق12 شهرا وعند البالغين الذين فقدوا سمعهم عند اكتسابهم                                                                                               

الإكتشاف المبكر للإصابة
كما يوضح الدكتور عمرو ان هناك العديد من الأسباب التى قد تؤدى لضعف السمع ومنها وجود عيب خلقى بالعصب السمعى ووجود سجل وراثى بالإصابة والإرتفاع الحاد فى درجة الحرارة نتيجة الإصابة بإلتهاب فيروسى، لذلك فإنه من الأهمية بمكان ملاحظة الأم لدرجة انتباه الطفل وإستجابته للأصوات من حوله للتأكد من سلامة الجهاز السمعى لديه، وفى حالة الشك  فى كفاءة حاسة السمع لابد من الإسراع بعمل الفحوصات الطبية ومقاييس السمع والتى تحدد بدقة نسبة الإصابة، وكلما كان الإكتشاف مبكر كانت النتيجة أفضل ، ويؤكد كذلك على أهمية المتابعة المستمرة بعد إجراء العملية لضمان إستمرارية برمجة القوقعة ثم تدريب الطفل داخل وحدة التخاطب التى تُعنى بكافة الأساليب التى يمكن إتباعها مع الأطفال الذين يعانون من صعوبات سواء فى البلع والتغذية، التعلم،القراءة، التلعثم،إضطرابات طيف التوحد، بالإضافة إلى تأهيل زارعى القوقعة.

علاج الجيوب الأنفية

ويشير الدكتور هشام شعلان إستشارى جراحة الأنف والأذن والحنجرة بالمستشفيات التعليمية وبالمعهد القومى للسمع والكلام - إلى تميز المعهد فى تخصص جراحات الأنف والأذن والحنجرة منذ التسعينيات بإستخدام المناظيروإستخدام الليزر للحنجرة وجراحات الرأس والرقبة.

ويوضح ان الوقت الحالى يشهد طفرات هائلة فى علاج إلتهاب الجيوب بإستخدام المنظار الضوئى فى التشخيص و الجراحة بما يُمّكن الطبيب من الدخول لعمق الأنف والوصول إلى فتحات الجيوب الأنفية لإستئصال المرض دون الحاجة للجوء لفتح جراحى من الوجه كما كان فى السابق ، والجدير بالذكر إمكانية إستخدام المناظير فى علاج كافة أمراض الغدة النخامية وأورام قاع الجمجمة والت كانت تسبب مشكلة طبية فيما مضى.

ويؤكد د. هشام ان التوسع الجديد للمعهد سوف يشتمل على قسم كامل للأعصاب بما يسهل التعاون معه فى كافة عمليات مناظير الأنف،ويوضح ان أغلب حالات إلتهابات الجيوب الأنفية والتى تكون مصاحبة لنزلات البرد يتم الشفاء منها بمجرد زوال المسبب والتعافى ، أما بعض الحالات تصاب بمضاعفات لأى سبب من الأسباب "كضعف المناعة أو وجود حساسية لدى المريض أووجود عيب خلقى أو وجود مرض فى الأسنان أو إعوجاج الأنف وغيرهم" ، فتلك الحالات يتم معالجتها دوائيًا بعد إعطاء تعليمات للمريض بالإبتعاد عن كافة العوارض كالتدخين والملوثات  والأبخرة وفى حالة عدم الإستجابة يلجأ  الطبيب المعالج للجراحة بإستخدام المناظير.                                                                                            

قصص نجـاح

فى مشهد إنسانى عظيم شاهدنا نماذج لأطفال أُجريت لهم عمليات زراعة القوقعة بالمعهد،ولمسنا الفرحة الغامرة تملأ عيون وقلوب آبائهم وأمهاتهم ورأينا البسمة على وجوه هؤلاء الأطفال وكأنهم ولدوا من جديد،نماذج مختلفة غيرت عمليات زرع القوقعة مسارحياتهم وأتاحت لهم الفرصة لوضع ملامح لمستقبلهم وتجسيد لأحلامهم،وننتظر منهم بعد حين ان يتركوا  بصمتهم داخل المجتمع وفى الحياة بإيجابية وبمشاركة فعالة لبناء الوطن .

- تحدثنا إلينا أحمد عاطف والد الطفل قاسم " عامان" والذى أجريت له عملية زرع القوقعة ويحضر للمعهد بصفة دورية لإجراء جلسات تخاطب له ، فيقول الأب : لقد ولد إبنى يعانى من ضعف فى السمع ، ولكنى بكل أسف أهملت فى علاجه نظرا لسفرى الدائم ووفاة والدته ؛ مما أدى إلى تفاقم حالته ، ويضيف وهو يغالب دموعه لقد كدت أفقد الأمل فى علاجه لولا ان جراحى المعهد قرروا إجراء زرع قوقعة له وأكدوا لى انه لم يفت الآوان على ذلك ، وهو الآن أشبه بالطفل الطبيعى وبدأ يندمج مع أقرانه وخرج من حالة الإنطواء التى كان عليها قبل إجراء العملية .

-  وفى غرفة الإنتظار تحدّثت إلينا والدة الطفلة مريم التى تبلغ من العمر سنة وثمانية أشهر معربة عن سعادتها بالتحوّل الذى حدث لطفلتها إزاء ردّة فعلها للأصوات من حولها بعد أن كانت معدومة بفضل تضافر جهود الفريق الجراحى وقالت : بعد الولادة تمّ فحص سمع إبنتى وإكتشفت أن هناك مشكلة سمعية لديها وكان الأمر جلياً فحتى لم يكن يزعجها جرس هاتفى وهي نائمة،وعند بلوغها شهرين تم تشخيص حالتها بإنها تعانى من ضعف السمع ووضع لها سماعتان فى وحدة السمعيات ، وإستمرّت عليها أكثر من ستة أشهر وعندما لم تتحسّن حالتها قرر الأطباء ضرورة  زراعة قوقعة والتى تكفل بها المعهد بالكامل وللفريق الطبى الفضل فى تخطى الأزمة بنجاح .

- نموذج آخر لأم كانت دموعها تنهمر فرحاً وأخذت تعبر عن فرحتها بجملة قصيرة ولكنها تحمل الكثير من المعانى : "إبنى رجع يسمع ويتكلم من تانى"مش قادرة أصدق أن ابنى رجع يسمع تانى كنت فاقدة الأمل أنه يتكلم أو أحقق الحلم بأنه يعمل عملية زراعة القوقعة وترجع ضحكته تنور من جديد .. بهذه الكلمات بدأت منال والدة الطفل يوسف ذو الثلاث سنوات حديثها معنا أثناء تلقيه جلسة تخاطب بالمعهد القومى للسمع والكلام، وإختصرت كلامها بمقولة ستظل مصر بخير وعامرة بأبنائها المخلصين طالما هناك مستشفيات ومعاهد  لعلاج الغير قادرين والأهم هو إمتلاؤها بقلوب رحيمة عامرة تشعر بآلام الناس .  

أضف تعليق
: الإســـــــــــــــــــم
: عنــــوان التعليق
: البريد الالكترونى
: التعليــــــــــــــــق
الأكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الطبيب الألكترونية 2012
تصميم وبرمجة مؤسسة الطبيب للصحافة والنشر